رجالة دول والا ستات ؟؟؟
جلس سعيد في محطة الباص منتظراً أن يصل الباص الذي يقله إلى بيته حيث كانت الباصات تأتي الواحد تلو الآخر ويصعد إليها ناس وينزل منها آخرون وسعيد يراقب أشكالهم من حوله. أكثر ما أثار تعجبه هو منظر الشباب والفتيات والملابس الغريبة التي يرتدونها إلتفت إلى الشخص الواقف جنبه وقال:
- سبحان الله يا أخي الواحد ما بقاش عارف مين البنت ومين الشاب اليومين دول.
ردّ عليه الرجل ببرود:
- آه والله دي بقت حاجة تحيّر.
- تصور حضرتك إن البنت من دول بقت تقص شعرها زي الصبيان وتلبس بنطلون زيهم وماسكة في ايدها سيكارة ولا اجدعها شاب.
- صحيح يا افندم صحيح.
- والشاب من دول بقى مطول شعره وشايل حواجبه ومش ناقصه غير أنه يلبس فستان علشان يبقى ما شاء الله عروسة.
- لا حول ولا قوة إلا بالله.
- طيب فين رقابة الأهل؟ فين الإرشاد والنصح؟ فين المجتمع؟
- حد عارف خليها على الله.
- والفضائيات ما شاء الله ليل نهار فيديو كليبات لمطربين ومطربات ماحدش عارف ليهم جنس من لون من هدوم.
- يسلم بقك كلامك ذهب.
- وغير كده التلفزيونات بتعرض مسلسلات أجنبية وعربية كلها مياعة ومسخرة والممثلين فيها كل واحد فيهم مدلّع زي البنات وأكثر.
- صحيح أنا معاك 100%
- ومن ناحية تانية التطرف والارهاب بيجذب الشباب ويخليهم يدمروا المجتمع اللي همه عايشين فيه بإسم الدين يعني الشباب محاصرين من جهتين الميوعة والانحلال والفساد من جهة والارهاب والتطرف الديني من جهة تانية.
- ينصر دينك كلامك ده لازم ينكتب بمية الذهب.
- لا يا افندم مش للدرجة دي أنا بس مواطن غلبان ويعزّ عليا أشوف الشباب العربي اللي احنا معتمدين عليهم لبناء البلد في المستقبل يبقوا هايفين ومايعين بالشكل ده لا البنات بنات ولا الصبيان صبيان طب دول حيتجوزوا ازاي؟ ويفتحوا بيوت ازاي؟ ويا ترى بالمياعة دي حيقدروا يتحملوا مصايب الدنيا دي زي ما احنا مستحملين؟.
- الله أعلم يا افندم.
وهنا رأى سعيد من بعيد شاب أو فتاة بنفس الملابس العجيبة والتسريحة الغريبة والمشية التي لا تشبه مشية الرجال ولا النساء يتجه إليهم فا شار سعيد إلى جهته وقال لجاره:
- بص شوف بالله عليك بقى المخلوق العجيب ده بنت والا ولد؟
وهنا أجاب جاره بهدوء:
- دي بنت يا افندم!!
- وانت عرفت ازاي؟ لا الهدوم هدوم بنات ولا الشعر.
- علشان دي بنتي يا افندم واحنا متفقين نتقابل هنا.
أحسّ سعيد بالحرج الشديد بعدما قاله واحمرّ وجهه خجلاً وقال بصوت متلعثم:
- معلش يا افندم, حقك عليا , حضرتك ما تزعلش مني لو أنا أعرف انك أبوها ماكنتش قلت الكلام ده.
- حصل خير بس على فكرة انت غلطت تاني.
- ازاي؟
- أنا مش أبوها أنا أمها!!!
طار عقل سعيد وقفز في اول باص امامه هربا من الموقف مع علمه بان هذا الباص يذهب في الاتجاه الغير صحيح !!!
هيهيهيهيهي